شهد 25 يونيو الجاري انطلاق فعالية “قوانغشي بعيون صحفيين أجانب” برعاية من مكتب الدعاية للجنة الحزب الشيوعي بقوانغشي وصحيفة الشعب اليومية وذلك بمناسبة الذكرى الأربعين لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين والذكرى الستين لتأسيس منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ.
وشارك في الفعالية ما يقرب من 50 صحفيا جاؤوا من إثنين وأربعين جهة إعلامية ضمن برنامج زيارات يهدف إلى التعريف عن مستوى التنمية الراهنة لمختلف المناطق الاقتصادية والصناعية والزراعية بمنطقة قوانغشي، وإتاحة الفرصة للصحفيين الأجانب بالإطلاع على ثمار ونتائج سياسات الإصلاح والتنمية في هذه المناطق.
وخلال برنامج الزيارة المعد مسبقا، زار المراسلون الأجانب مختلف الشركات والكيانات الاقتصادية والصناعية في مدن لاي بين وليو تشو وغيرها من مدن ومناطق قوانغشي، وتعرفوا على تفاصيل المشاريع المنفذة وخطط الشركات الراهنة في مختلف الأعمال.
القطاع الزراعي
يعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات التي تفتخر بها منطقة قوانغشي، فعلى سبيل المثال بلغت قيمة المحاصيل السنوية لإنتاج فاكهة الشمام 1.25 مليون يوان مما أسهم بشكل كبير في رفع المستوى المعيشي للفلاحين، وقامت الحكومة بتوزيع 18 ألف يوان لكل أسرة شاركت في هذه المشاريع.
وفي مدينة لايبين الواقعة بمنطقة قوانغشي، تنتشر المزارع الشاسعة والحدائق الرائعة والتي تمثل منجما زراعيا في إنتاج الحمضيات والذي من المتوقع أن يصل حجم انتاجها إلى 2 طن بحلول عام 2020. إلى جانب ذلك تتربط هذه المزارع باتفاقيات مع شركات عملاقة مثل كوكا كولا وبيبسي وكارفور، حيث تستفيد المزراع هنا بخبرات الاستيراد وتقنيات الدول الكبرى عبر هذه الشركات.
القطاع الصناعي
ليو تشو هي ثاني كبرى مدن قوانغشي والمركز الصناعي في المنطقة، ووفقا للإحصائات الصادرة من حكومة ليو تشو عام 2015، فقد بلغ إجمالي الناتج المحلي للمدينة 231.1 مليار يوان، وتعرف هذه المدينة أيضا بمدينة السيارات، حيث تحتوي على الكثير من الشركات المصنعة للسيارات ومنها مجموعة ليو تشونغ، وهي من كبرى الشركات المصنعة للحفارات وينتشر عملائها في 130 دولة حول العالم بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتونس والجزائر وغيرها من الدول العربية، وتهدف الشركة إلى أن يصل حجم إنتاجها 500 ألف حفار بحلول عام 2025.
وتطمح معظم الشركات العاملة في هذا القطاع إلى دفع عجلة التطور في مجال إنتاج السيارات ذات الطاقة النظيفة وتسهيل انتشارها في السوق بتكلفة معقولة كما هو الحال لدى شركة دونغ فانغ والتي تبلغ تكلفة واحدة من سياراتها 6 ألاف دولار فقط.
ولا يغيب عن استراتيجية مختلف الشركات هنا الاهتمام بالمحيط البيئي وتوفير عناصر حماية البيئة مثلما تقوم به مجموعة الجنوب للمعادن بمدينة خه تشى بمنطقة قوانغشي الذي بلغت قيمة انتاجها 11.3 مليار عام 2017 وتسعى الشركة لمعالجة الغاز بمستويات عالية لا تؤثر على البيئة كما أنها أنفقت أكثر من 100 مليون في عمليات تشجير بالمنطقة.
القطاع السياحي
قوانغشي هي مهد العديد من القوميات الصينية، فقومية شوان والتي تقطن منطقة قوانغشي هي ثاني أكبر قومية في الصين بعد قومية هان. كما أن الطبيعة الخلابة في قوانغشي بجبالها الشاهقة وسماءها الزرقاء وهواءها النقي وبحيراتها الساحرة المترامية في مناطق كثيرة بقوانغشي، كل ذلك جعلها قبلة السياح والزوار، كما ساهمت الحكومة المحلية بالاستثمار في تطوير القطاع السياحي ودفعت لبناء قرية كاملة تحوي 332 منزلا وإعادة توطين 6899 شخصا.
كما تعرف قوميات قوانغشي بعشقها لتسلق الجبال وتقديسها للطبيعة، فالكثير من العناصر التراثية قد تم تسجيلها بالفعل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ومن هذه القوميات أقلية باو كو ياو أو الرداء الأبيض وتعود هذه التسمية إلى الملابس التقليدية التي يرتديها الذكور والمصنوعة بأيدي زوجاتهم كهدايا ودليل احترام لهم. ومن أجل المحافظة على هذا التراث قامت الحكومة بإعادة بناء القرية لتحويلها إلى منتجع سياحي يسمح باستقبال الكثير من السياح، وذلك عبر رقصات وأغان توارثها القاطنون هنا من أجدادهم وأسلافهم، وتحتضن القرية متحفا يقدم شرحا مفصلا لتاريخ القومية وعاداتها.
لقد كانت رحلة “قوانغشي في عيون صحفيين أجانب” فرصة ثمينة للتعرف على قدراتها الزراعية والصناعية، إلى جانب عمقها الحضاري وبعدها الثقافي الثري، ولا عجب أن تتحول هذه المنطقة إلى قبلة الزوار لما تزخر به من جمال طبيعتها وتنوع سكانها.